سحر القلادة المفقودة
كانت الشمس تغرب خلف أبراج المدينة عندما دفعت ليلى باب متجر التحف القديم للمرة الأولى. كان المكان يعبق برائحة الخشب العتيق والبخور، وتتدلى من سقفه مصابيح نحاسية صغيرة تنثر ضوءاً خافتاً على رفوف مكتظة بالغرائب. شعرت ليلى بالفضول يدغدغ روحها وهي تتأمل المكان الذي يبدو وكأنه ينتمي لزمن آخر رغم وقوعه في قلب أحد أكثر أحياء المدينة حداثة.
كانت ليلى في الرابعة والعشرين من عمرها، تحمل وجهاً بيضاوياً جميلاً تعلوه عينان عسليتان واسعتان تشعان بالذكاء والطموح. شعرها الأسود الطويل ينسدل على كتفيها بانسيابية، وخطواتها واثقة رغم الإرهاق البادي عليها بعد يوم طويل في الجامعة حيث تدرس علم الآثار. كانت قد سمعت عن هذا المتجر من إحدى زميلاتها التي أخبرتها أن صاحبته تمتلك قطعاً نادرة قد تفيدها في بحثها الجامعي.
من بين الظلال، ظهرت امرأة عجوز ذات قامة قصيرة وشعر فضي مجعد. عيناها الرماديتان كانتا تبدوان وكأنهما تخترقان الروح، وابتسامتها غامضة كأنها تحمل سراً دفيناً. كانت ترتدي ثوباً أرجوانياً فضفاضاً مزيناً بخيوط ذهبية، وتضع حول عنقها عدة قلائد غريبة الشكل.
العجوز للفتاة: مرحباً بك في متجري. أنا السيدة فريدة، صاحبة هذا المكان منذ أكثر من أربعين عاماً. أرى أنك تبحثين عن شيء ما.
ليلى بتردد وهي تتلفت حولها: نعم، أنا طالبة آثار وأبحث عن قطع قديمة لمشروعي الجامعي.
ابتسمت العجوز ابتسامة غامضة وأشارت بيدها المجعدة نحو الداخل: تفضلي بالتجول، لكن دعيني أحذرك، بعض القطع هنا ليست كما تبدو للوهلة الأولى.
شعرت ليلى برعشة خفيفة تسري في جسدها رغم حرارة المكان الدافئة. مشت بين الرفوف تتأمل المعروضات - أواني فخارية، تماثيل صغيرة، كتب جلدية قديمة، وصناديق خشبية منقوشة. كانت تلتقط القطع بعناية وتتفحصها باهتمام، حتى لفت نظرها بريق خافت من إحدى الزوايا.
كانت قلادة فضية معلقة على حامل خشبي صغير. اقتربت منها ليلى وشعرت بانجذاب غريب نحوها. القلادة كانت على شكل نصف قمر يتوسطه حجر أزرق شفاف يشبه الياقوت، تحيط به نقوش دقيقة بلغة لا تعرفها. عندما لمستها، شعرت بدفء غريب يسري من أطراف أصابعها إلى قلبها.
ليلى بصوت هامس: هذه جميلة جداً.
ظهرت العجوز فجأة خلفها، مما جعلها تقفز من المفاجأة.
العجوز وعيناها مثبتتان على القلادة: آه، لقد اختارتك إذاً.
ليلى باستغراب: اختارتني؟ ماذا تقصدين؟
العجوز وهي تأخذ القلادة برفق: هذه القلادة ليست كغيرها. إنها مسحورة، تحمل قصة عمرها قرن من الزمان. كانت تنتظر الشخص المناسب لتكشف له أسرارها.
ضحكت ليلى بخفة محاولة إخفاء توترها: مسحورة؟ بالتأكيد هذا مجرد كلام لجذب السياح، أليس كذلك؟
العجوز بنبرة جادة: هناك أشياء في هذا العالم تتجاوز فهمنا المحدود يا فتاة. هذه القلادة كانت ملك شاب ثري يدعى كريم، حبسته ساحرة غيورة داخلها قبل قرن من الزمان لأنه رفض حبها. منذ ذلك الحين، وروحه تنتظر من يستطيع تحريره.
رغم شكوكها، شعرت ليلى بفضول عارم يجتاحها. كان هناك شيء في عيني العجوز يوحي بأنها لا تكذب، أو على الأقل أنها تؤمن بما تقوله.
ليلى وهي تتأمل القلادة: وكيف يمكن تحريره؟
العجوز بهمس: من يرتدي القلادة ويكون قلبه نقياً، سيسمع صوته. لكن تحريره يتطلب تضحية حقيقية، شيئاً ثميناً حقاً.
تردد صدى كلمات العجوز في ذهن ليلى. رغم أنها كانت تدرس العلم وتؤمن بالمنطق، إلا أن هناك شيئاً غامضاً في هذا المكان وتلك المرأة جعلها تشعر أن هناك ما هو أبعد مما تراه العين.
ليلى بعد تفكير: كم ثمنها؟
العجوز وهي تلف القلادة بقطعة قماش حريرية سوداء: بالنسبة لك، مئتي درهم فقط.
بدا السعر معقولاً بشكل مفاجئ لقطعة بهذه الروعة، مما زاد من شكوك ليلى. لكنها دفعت المبلغ وأخذت القلادة، مقنعة نفسها أنها مجرد قطعة أثرية جميلة ستضيفها لمجموعتها وربما تستخدمها في بحثها.
خرجت من المتجر والقلادة في حقيبتها، لكنها لم تلاحظ ابتسامة العجوز الغامضة وهي تراقبها من خلف نافذة المتجر الضبابية.
في تلك الليلة، علقت ليلى القلادة حول عنقها وتأملت انعكاسها في المرآة. بدت وكأنها صنعت خصيصاً لها، تستقر بشكل مثالي على بشرتها الذهبية. لمعت الجوهرة الزرقاء تحت ضوء غرفتها بشكل لم تره في المتجر، كأنها تحتوي على نجوم صغيرة تتراقص بداخلها.
نامت ليلى تلك الليلة وحلمت بقصر رخامي واسع، وشاب وسيم ذو عينين زرقاوين عميقتين ينظر إليها من بعيد، محاولاً التحدث إليها لكن دون صوت. استيقظت فجراً وقلبها يخفق بشدة، والعرق يتصبب من جبينها. شعرت أن هناك شيئاً غريباً يحدث، لكنها نسبت ذلك للقصة التي سمعتها من العجوز وتأثيرها على خيالها.
في صباح اليوم التالي، ذهبت ليلى لحضور محاضراتها في الجامعة ثم توجهت بعدها إلى النادي الرياضي حيث تمارس السباحة أسبوعياً. كانت القلادة لا تزال معلقة حول عنقها، فقد شعرت بارتباط غريب بها رغم أنها لم تمض سوى ليلة واحدة منذ اشترتها.
كان حوض السباحة هادئاً في تلك الساعة المتأخرة من اليوم. ارتدت ليلى بذلة السباحة الزرقاء ونسيت تماماً أمر القلادة حتى لمست الماء وتذكرت فجأة. لكن الأوان كان قد فات، فقد انزلقت بالفعل إلى الماء وبدأت سباحتها المعتادة.
بعد عدة دورات في المسبح، شعرت بشيء غريب. توقفت عن السباحة ووضعت يدها على صدرها - القلادة اختفت! نظرت بذعر إلى قاع المسبح الشفاف لكنها لم تر شيئاً. غاصت مراراً تبحث عنها في حالة من الهلع، تلومنفسها على عدم خلعها قبل السباحة. بعد ساعة من البحث المضني، استسلمت ليلى وجلست على حافة المسبح، دموعها تختلط بقطرات الماء المتساقطة من شعرها المبلل.
ليلى بصوت متحشرج: كيف يمكنني أن أكون بهذا الغباء؟
فجأة، سمعت صوتاً عميقاً هادئاً يبدو وكأنه يأتي من أعماق المياه: يمكنني مساعدتك في العثور عليها.
قفزت ليلى مذعورة ونظرت حولها، لكن المكان كان خالياً تماماً.
الصوت مجدداً، أكثر وضوحاً هذه المرة: لا تخافي. أنا هنا، في الماء.
اقتربت ليلى بحذر من حافة المسبح ونظرت إلى سطح الماء. للحظة، رأت انعكاساً لوجه رجل شاب في الماء، لكنه اختفى سريعاً.
ليلى بصوت مرتجف: من أنت؟ ماذا تريد؟
الصوت بنبرة هادئة: أنا كريم، صاحب القلادة التي تبحثين عنها. يمكنني إعادتها إليك، لكن بشرط.
تذكرت ليلى قصة العجوز فجأة وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها.
ليلى متسائلة: ما هو شرطك؟
كريم بصوت عذب: أن تعديني بقضاء يوم كامل معي عندما أعود. يوم واحد فقط، من شروق الشمس إلى غروبها.
ترددت ليلى. كان كل هذا يبدو غير معقول - صوت يخرج من الماء، قلادة مسحورة، شاب محبوس منذ قرن. لكن في نفس الوقت، كانت القلادة قد اختفت بالفعل وهي تشعر بارتباط غريب بها.
ليلى بعد تفكير: وكيف أعرف أنك ستفي بوعدك وتعيد القلادة؟
كريم بنبرة صادقة: لقد عشت محبوساً لمئة عام، دون أن أستطيع الكذب أو خيانة الوعود. هذا جزء من اللعنة. أعدك بأن أعيد القلادة إليك الليلة، وستجدينها تحت وسادتك عندما تستيقظين غداً.
بدا صوته مقنعاً وصادقاً. شعرت ليلى بنبضات قلبها تتسارع وهي تتخذ قرارها.
ليلى بحزم: حسناً، أعدك بقضاء يوم كامل معك إذا أعدت القلادة.
همس الصوت: تم الاتفاق.
ثم ساد الصمت. نظرت ليلى إلى الماء الهادئ وتساءلت إن كانت قد تخيلت كل شيء. عادت إلى منزلها وهي لا تزال مضطربة، وشعور غريب يملأ قلبها - مزيج من الخوف والإثارة والفضول.
تلك الليلة، نامت ليلى متوترة، أحلامها مليئة بصور غامضة لقصور ضخمة وممرات متعرجة وشاب ذو عيون زرقاء عميقة يناديها من بعيد. عندما استيقظت في الصباح، مدت يدها بتردد تحت وسادتها - وهناك كانت القلادة، باردة الملمس وكأنها لم تبتل أبداً.
تناولتها ليلى بيدين مرتجفتين وثبتت نظرها على الحجر الأزرق. هذه المرة، رأت بوضوح وجه شاب ينظر إليها من داخل الحجر، وجه جميل ذو ملامح حادة، عيناه زرقاوان كلون محيطات عميقة، وشعره أسود كالليل.
كريم من داخل الحجر: شكراً لإيفائك بوعدك. لم أكن لأستطيع التواصل معك لولا أنك ارتديت القلادة ثم فقدتها في الماء. الماء عنصر سحري يعزز قوتي.
ليلى وقد بدأت تصدق ما يحدث: كيف يمكنني تحريرك؟
كريم بحزن: التضحية. يجب أن تضحي بشيء ثمين حقاً، شيء يعني لك الكثير. لكن يجب أن تكون التضحية من قلبك، وليس مجرد شيء مادي تتخلين عنه.
في ذلك اليوم، لم تستطع ليلى التركيز في محاضراتها. كانت أفكارها مشوشة، وعيناها تعودان دائماً إلى القلادة المعلقة حول عنقها، تشعر بنبضها الخافت على بشرتها.
عندما عادت إلى المنزل، وجدت رسالة إلكترونية تنتظرها. كانت من جامعة مرموقة في لندن توافق على قبولها في برنامج الدكتوراه مع منحة كاملة - حلم عمرها الذي سعت خلفه لسنوات. كان يجب عليها تأكيد قبولها خلال أسبوع وإلا سيتم منح الفرصة لشخص آخر.
جلست ليلى تتأمل الرسالة بفرح ممزوج بالحيرة. فجأة، لمعت القلادة بشدة واهتزت على صدرها. نظرت إليها لترى وجه كريم يبتسم.
كريم بسعادة: مبروك! هذه فرصة رائعة.
ليلى بتردد: شكراً... لكنني أفكر بأمر التضحية. هل يمكن أن تكون هذه المنحة هي الشيء الثمين؟
صمت كريم للحظات ثم أجاب بصدق: نعم، يمكن أن تكون. لكن هل أنت مستعدة للتضحية بحلم عمرك من أجل شخص لا تعرفينه؟
شعرت ليلى بالتمزق. من جهة، كانت هذه الفرصة التي عملت من أجلها طويلاً. ومن جهة أخرى، كان هناك شيء في عيني كريم، في صوته، في قصته، يجذبها بقوة غريبة.
قضت ليلى الأيام التالية في صراع داخلي. كانت تتحدث مع كريم لساعات من خلال القلادة، تعرفت على قصته بالتفصيل - كيف كان من أثرى أثرياء المدينة قبل قرن، كيف وقعت ساحرة تدعى فريدة في حبه، وكيف رفضها لأنه كان يحب فتاة أخرى. انتقاماً منه، حبسته في القلادة وقتلت حبيبته، ثم أخذت تنتقل من جسد إلى آخر عبر القرون بفضل سحرها، تنتظر الوقت المناسب لتحريره بشروطها.
كلما عرفت ليلى المزيد عن كريم، شعرت بارتباط أعمق به. كان ذكياً ومثقفاً، يحب الشعر والأدب، ويتوق للحرية بعد قرن من السجن داخل حجر أزرق. بدأت تشعر بمشاعر لم تختبرها من قبل - هل كان هذا حباً؟ هل يمكن أن تقع في حب شخص لم تره بعينيها، شخص ينتمي لزمن آخر؟
في اليوم السابع، اليوم الأخير لتأكيد قبول المنحة، اتخذت ليلى قرارها. كتبت رسالة اعتذار للجامعة، تخبرهم أنها لن تستطيع قبول المنحة لأسباب شخصية. عندما ضغطت زر الإرسال، شعرت بألم عميق يعتصر قلبها، لكنه كان مصحوباً بإحساس غريب بالراحة.
تلك الليلة، وضعت القلادة أمامها على الطاولة وهمست: لقد ضحيت بحلمي من أجلك يا كريم. لقد رفضت المنحة.
فجأة، بدأت القلادة تتوهج بشدة حتى ملأ الضوء الغرفة بأكملها. شعرت ليلى بهواء بارد يلف المكان، ثم دوي صوت كالرعد. أغمضت عينيها من شدة الضوء، وعندما فتحتهما، كان هناك شاب يقف أمامها - طويل القامة، أنيق الملبس رغم طراز ملابسه القديم، عيناه زرقاوان عميقتان تماماً كما رأتهما في الحجر، وابتسامته دافئة ومشرقة.
كريم بصوت مرتجف من الانفعال: ليلى... لقد حررتني. بعد مئة عام، أنا حر أخيراً.
اندفعت ليلى نحوه وارتمت بين ذراعيه، دموعها تنهمر بغزارة. كان حقيقياً، ملموساً، دافئاً. شعرت وكأنها تعرفه منذ الأزل.
كريم وهو يمسح دموعها برفق: لماذا فعلت ذلك؟ لماذا ضحيت بحلمك من أجلي؟
ليلى بصدق: لأنني شعرت أن هناك ما هو أهم من الدراسة في بلد بعيد. هناك شيء فيك جعلني أشعر أنني وجدت جزءاً مفقوداً من روحي.
لكن فرحتهما لم تدم طويلاً. فجأة، سمعا طرقاً على الباب. عندما فتحته ليلى، وجدت أمامها السيدة فريدة، صاحبة متجر التحف، لكنها بدت مختلفة تماماً. كانت تقف منتصبة القامة، وجهها خال من التجاعيد، وعيناها تشعان بقوة مخيفة.
فريدة بابتسامة ماكرة: أهنئك يا ليلى. لقد نجحت في الاختبار.
تراجعت ليلى للخلف بذعر، وقف كريم خلفها، وجهه شاحب من الصدمة.
كريم بغضب: فريدة! كيف وجدتنا؟
فريدة وهي تدخل الشقة ببطء: لم أفقدك يوماً يا كريم. كنت أراقبك طوال هذه السنوات، أنتظر الشخص المناسب الذي سيحررك.
ليلى بارتباك: ماذا تقصدين بالاختبار؟
فريدة وهي تجلس بهدوء على الأريكة: لقد اختبرت إيثارك يا عزيزتي. أردت أن أرى إن كنت ستضحين بشيء ثمين حقاً من أجل شخص آخر. لقد فعلتِ، وأثبتِ أنك تستحقين.
كريم محتجاً: تستحق ماذا؟ لماذا فعلت كل هذا؟
قهقهت فريدة: يا لك من أحمق يا كريم! لم أكن يوماً غاضبة منك لرفضك حبي. كنت أختبرك أنت أيضاً. لكنك فشلت عندما لم تستطع التضحية بثروتك من أجل حبيبتك آنذاك.
نظرت إلى ليلى بعينين حادتين: لكن ليلى نجحت حيث فشل الجميع. لقد أثبتت أنها تستحق أن ترث قدراتي وثروتي.
ذهلت ليلى: قدراتك؟
فريدة وهي تخرج من حقيبتها وثائق قديمة: نعم يا عزيزتي. أنا على وشك الرحيل من هذا العالم، وكنت أبحث عن وريثة تستحق ثروتي وقدراتي السحرية. لقد كان هذا اختباراً، وأنت نجحت.
كريم بشك: وماذا عني؟ هل كنت مجرد دمية في لعبتك؟
ابتسمت فريدة: كنت جزءاً من الاختبار يا كريم، لكنني لم أكن لأتركك محبوساً بعد تحريرك. أنت حر الآن، لتبدأ حياة جديدة. وإن شئت، مع ليلى.
سلمت فريدة لليلى الوثائق: هذه أوراق ملكية قصري القديم، وثروتي، وهذا - وأخرجت كتاباً جلدياً عتيقاً - كتاب تعاليمي السحرية. لقد أصبحت وريثتي الرسمية.
كانت ليلى وكريم مذهولين تماماً، غير قادرين على استيعاب ما يحدث.
فريدة وهي تقف متأهبة للمغادرة: وهناك شيء آخر يا ليلى. منحتك التي رفضتيها - لقد تحدثت مع الجامعة وتم تأجيل قبولك لسنة أخرى. سيكون لديك الوقت لتتعلمي السحر، وتعرفي كريم أكثر، ثم تقرري ما تريدين فعله بحياتك.
قبل أن تغادر، نظرت إلى كريم: لقد عشت أكثر من مئتي عام يا كريم، وتعلمت أن الحب الحقيقي لا يأتي من الامتلاك، بل من القدرة على التضحية والمنح. آمل أن تكون قد تعلمت هذا الدرس أنت أيضاً.
بعد مغادرة فريدة، جلس كريم وليلى في صمت للحظات، محاولين استيعاب كل ما حدث. ثم ضحكا معاً، ضحكة طويلة أطلقت كل التوتر الذي عاشاه.
كريم وهو يأخذ يدي ليلى بين يديه: هل وعدك بقضاء يوم كامل معي لا يزال قائماً؟
ليلى بابتسامة عريضة: يوم واحد؟ أعتقد أننا نستطيع تمديده قليلاً.
في صباح اليوم التالي، استيقظت ليلى لتجد كريم واقفاً على شرفة غرفتها، يتأمل المدينة الحديثة التي تغيرت كثيراً عن عالمه القديم. القلادة الفضية كانت لا تزال موجودة، لكنها الآن مجرد قطعة جميلة بدون أي سحر، تذكرهما بقصتهما الغ
