0530f579d8da05f1831d77d45a81af9a

أجمل القصص القصيرة

انغمس في عالم القصص القصيرة المذهلة! حكايات عن الغرور والتواضع، النخوة والمصير. ابدأ قراءة أجمل القصص لتلهمك الآن.
author image

  أجمل القصص القصيرة

أجمل القصص القصيرة

 

كنز الملك الحكيم | قصة حكمة التقدير التي اختارت وريث العرش

في مملكة بعيدة عن أعين الزمن، كان يعيش ملك حكيم اسمه الملك عادل. كانت قصوره شامخة تعانق السماء، وحدائقه خضراء تمتد حتى الأفق، وخزائنه مليئة بالذهب والجواهر التي تلمع كالنجوم في ليلة صافية. لكن رغم كل هذه الثروات، كان قلب الملك ثقيلاً، فقد مرّت السنوات دون أن يُرزق بوريث يخلفه على عرش المملكة.

في إحدى الليالي الباردة، بينما كان الملك يتأمل من شرفة قصره النجوم المتلألئة في السماء، خطرت في ذهنه فكرة. صباح اليوم التالي، أمر مناديه أن يجوب أرجاء المملكة معلناً عن اختبار سيُجرى لاختيار وريث للعرش.

عندما انتشر الخبر، توافد المئات إلى قصر الملك، لكنه اختار ثلاثة غرباء فقط - شاباً قوياً يُدعى حسام، وتاجراً ثرياً يُدعى تميم، ورجلاً هادئاً يُدعى سالم. أدخلهم الملك إلى قاعة العرش، وهناك عرض عليهم نفس العرض.

قال الملك لهم: سأقدم لكم جميعاً نفس الفرصة. ستدخلون خزانتي واحداً تلو الآخر، ولكل منكم أن يأخذ من الكنوز ما يستطيع حمله بيديه في جولة واحدة فقط.

لمعت عيون الثلاثة بالطمع، وتقدم حسام أولاً. عندما دخل الخزانة، انبهر بما رأى. كانت الجواهر تتلألأ في كل مكان، والذهب يلمع كأشعة الشمس. بدأ يحشو جيوبه بالذهب والجواهر حتى امتلأت تماماً، ثم وضع المزيد في حزامه وأكمامه. حاول أن يحمل أكبر قدر ممكن، لكن ثوبه لم يتحمل ثقل الكنوز، فتمزق وسقطت جميع الجواهر على الأرض بصوت رنين حزين. خرج حسام خالي الوفاض، مطأطئ الرأس من شدة الخجل.

جاء دور تميم الذي دخل الخزانة بثقة التاجر المتمرس. نظر حوله بعين خبيرة ثم اتجه مباشرة نحو صندوق ذهبي كبير في زاوية الغرفة. كان يعلم أن هذا الصندوق يحتوي على أغلى الجواهر. حاول تميم أن يحمل الصندوق بأكمله، لكنه كان ثقيلاً جداً. تعثر في طريقه نحو الباب وسقط أرضاً، فانفتح الصندوق وتناثرت محتوياته. خرج تميم خائباً، يلعن حظه العاثر.

أخيراً، دخل سالم الخزانة بهدوء. تجول بين الكنوز ببطء، متأملاً كل قطعة. ثم توقف أمام جوهرة زرقاء صافية كماء البحر. أخذها بيده وخرج بها من الخزانة.

نظر الملك إلى الثلاثة وقال: لقد اخترت سالماً ليكون وريثي على العرش.

اندهش الحاضرون من قرار الملك، وسأله أحد مستشاريه: لماذا اخترت من أخذ أقل القليل؟

ابتسم الملك وأجاب: لم أختره لأنه قنوع بالمعنى التقليدي، بل لأنه أظهر حكمة في تقدير قدراته. اختار ما هو قيم وقابل للإدارة. إن المملكة نفسها هي الكنز الأعظم، والشخص الذي أظهر حكمة في إدارة كنز صغير هو الأجدر بإدارة مملكة بأكملها.

نظر الملك إلى سالم وسأله: لماذا اخترت هذه الجوهرة تحديداً من بين كل الكنوز؟

أجاب سالم بهدوء: اخترتها لأنها تشبه عينيك أيها الملك - صافية كماء البحر، عميقة كالسماء. لم أرغب في الثروة، بل في أن أحمل معي شيئاً يذكرني بحكمتك.

تأثر الملك بكلمات سالم، وأدرك أنه قد وجد أخيراً من يستحق أن يكون وريثاً لحكمته قبل ثروته. في تلك اللحظة، شعر الملك بألم السنين يزول عن كاهله، وأحس بالراحة تغمر قلبه للمرة الأولى منذ زمن طويل.

وهكذا أصبح سالم وريثاً للعرش، وحكم المملكة بحكمة مستنيرة، محافظاً على الكنز الحقيقي - سعادة الشعب ورفاهيته - الذي هو أثمن من كل الذهب والجواهر في العالم.

النجاة غير المتوقعة | كيف تحول تأخير سامي عن القطار إلى نعمة مخفية؟

كان سامي رجل أعمال مرموق في مدينة الرياض، معروف بدقته الشديدة والتزامه بالمواعيد. في صباح يوم خريفي، استيقظ سامي متأخراً بسبب عطل في ساعة المنبه. نظر إلى ساعته بفزع ليجد أن الوقت تجاوز السابعة صباحاً، بينما موعد قطاره الذي سيأخذه إلى جدة لحضور صفقة مهمة كان في السابعة والنصف.

هرع سامي من شقته الفاخرة في برج المملكة، حاملاً حقيبة أوراقه المهمة. كانت الشوارع مزدحمة بشكل غير طبيعي، وكأن العالم كله تآمر ضده في هذا اليوم بالذات. شعر بالعرق يتصبب من جبينه رغم برودة الطقس، وقلبه يخفق بسرعة مع كل دقيقة تمر.

وصل سامي إلى محطة القطار متأخراً بعشر دقائق فقط، لكن القطار كان قد غادر. وقف على الرصيف ينظر إلى المسارات الفارغة، وعلامات الغضب بادية على وجهه. ضرب بقبضته على عمود قريب وصرخ بصوت مكتوم. كان هذا الاجتماع فرصة العمر بالنسبة له، صفقة بملايين الريالات ستنقل شركته إلى مستوى جديد تماماً.

جلس سامي على أحد المقاعد المعدنية الباردة في المحطة، وهو يشعر بالإحباط يغمره. فتح هاتفه ليكتب رسالة اعتذار للشركاء، حينها رن هاتفه. كان المتصل زميله أحمد من جدة.

قال أحمد لسامي بصوت مرتجف: لقد حدث أمر فظيع، القطار الذي كان من المفترض أن تستقله تعرض لحادث اصطدام مع شاحنة عند أحد المعابر، وهناك إصابات كثيرة ومؤسفة.

تجمد سامي في مكانه، شاعراً بالصدمة والذهول. أخذ نفساً عميقاً وهو يدرك أن تأخره الذي اعتبره مصيبة كان في الحقيقة نجاة له من حادث مروع.

مرت الأيام، وتم تأجيل الاجتماع بسبب الحادث. أقيم الاجتماع بعد أسبوعين، وخرج سامي منه بصفقة أفضل مما كان يتوقع في البداية، لكن الدرس الأكبر الذي تعلمه لم يكن متعلقاً بالمال أو العمل.

في المساء، جلس سامي في شرفة منزله ينظر إلى أضواء الرياض المتلألئة، وهو يتأمل كيف أن الأحداث التي نعتبرها مصائب في حياتنا قد تكون في الحقيقة نعماً مخفية. لم يعد ينظر إلى التأخير والأمور غير المتوقعة بنفس الطريقة. أدرك أن الحياة أكبر من جداول الأعمال والمواعيد، وأن هناك حكمة في كل ما يحدث، حتى لو لم تكن واضحة في حينها.

كتب سامي في مذكراته قبل أن يخلد للنوم: ربما ما نراه اليوم مصيبة، سنراه غداً نعمة من أعظم النعم. فلنثق بأن كل ما يحدث له حكمة، وأن الخير قد يأتي من حيث لا نحتسب.

خسائر البخل | قصة سمير الذي دفع فاتورة باهظة بسبب رخص النظارة

كان سمير معروفاً بين أصدقائه ببخله الشديد. يحسب كل قرش مرتين قبل إنفاقه، ويبحث دائماً عن أرخص البدائل حتى لو كانت على حساب الجودة.

ذات يوم، لاحظ سمير أن نظره أصبح ضعيفاً، وبعد إلحاح من زوجته، ذهب إلى طبيب العيون الذي وصف له نظارة طبية. صدم سمير من سعر النظارات في المحلات المعروفة، فقرر شراء نظارة رخيصة من بائع متجول في السوق الشعبي، متجاهلاً تحذيرات زوجته وصديقه خالد.

تباهى سمير أمام خالد بأنه وفر نصف الثمن وهو يضع نظارته الجديدة.

بعد أسبوع، كان سمير يمشي في الشارع مرتدياً نظارته الرخيصة التي كانت تشوه رؤيته بدلاً من تحسينها. لم يلاحظ حفرة كبيرة في الطريق فسقط فيها، مما أدى إلى كسر في ساقه ورضوض متعددة.

في المستشفى، جلس خالد بجانب سريره وقال بحزن: وفرت في النظارة وخسرت في العلاج... أحياناً البخل يكلفنا أكثر مما نتصور.

تنهد سمير وهو ينظر إلى فاتورة المستشفى التي تعادل ثمن عشرين نظارة من النوع الجيد، معترفاً: لقد تعلمت الدرس. البخل ليس توفيراً... إنه غباء.

    بحث هذه المدونة الإلكترونية